الأحد، 9 مايو 2010

؛؛ قـطـر المآضيِ ؛؛

* :عصر العبييدين
شهدت شبــه جزيرة قطر ثقافات وحضارات مختلفة على مر مراحل التاريخ البشري، حتى في العصر الحجري الأول والمتأخر. ودلّت الاكتشافات التي تمت مؤخراً عند أطراف إحدى الجزر في غرب قطر وجوداً بشريًا خلال عصور ما قبل التاريخ. ولقد أظهر موقع أثري يعود إلى الألف السادس قبــل الميلاد في منطقــة شقرة جنوب شرق قطر الـــدور الرئيسي الذي لعبه البحر - الخليج - في حيـاة سكان شقـرة. كذلك بينت أعمال الحفــــر التي تمت في منطقـــة الخور في شمال شرق قطر وفي بير زكريت ورأس ابروق، إلى اكتشاف آنية فخارية ملونة ومعدات حجرية وصوان وأدوات حجرية تتألف مـــن كاشطات ومثاقب، تبيّن أن قطر كانت على اتصال بحضارة العبيديين التي ازدهرت في بلاد الرافدين خلال الألف الخامس والرابع قبل الميلاد، حيث قامت أنظمة تجارية لتبادل السلــع (تجارة المقايضة) المكونة أساساً من الأواني الفخارية والسمك المجفف، بين التجمعات السكانية في قطر والعبيديين في بلاد الرافدين.

* :العصر البرونزي

برزت شبه جزيرة قطر كواحدة من أكثر المناطق ثراء في الخليج من ناحية التجارة وذلك خلال الألف الثالث والثاني قبل الميلاد، وهي الفترة التي شهدت انتشار حضارات العصر البرونزي من بلاد الرافدين إلى التجمعات السكانية في وادي الإندوس بالهند. وكانت التجارة بين بلاد الرافدين ووادي الإندوس تمر عبر الخليج، حيث لعب الساحل الغربي لقطر دوراً جوهرياً في نقل السلع التجارية بواسطة السفن، كما يتبين من اكتشاف أجزاء من الفخار اليوناني في منطقة رأس ابروق، تدل أن شبه جزيرة قطر قد اجتذبت مهاجرين موسميين خلال ذلك العصر.

*: عصرالكاسيتين

سيطر كاساتيو جبال زاغروس على مقاليد الأمور ببابل في أواسط الألف الثاني قبل الميلاد، وامتد نفوذهم إلى كامل منطقة الخليج ومن ضمنها إحدى الجزر الصغيرة في خليج الخور شمال الدوحة، هذا وتدل الأواني الخزفية التي تم العثور عليها في منطقة الخور على الصلات الوثيقة بين قطر وبابل خلال هذه الفترة.

*:عصر السآسانيين
برزت منطقة الخليج العربي بأكملها كأهم مركز تجاري يربط الشرق والغرب خلال عهد الامبراطورية الفارسية الساسانية في القرن الثالث الميلادي.

كان يتم مقايضة السلع التي تأتي من الشرق، وأهمها : النحاس والتوابل وأنواع من الأخشاب (الصندل-التيك-الساج-المهقوني)، بحمولات السفن من: الأصباغ، المنسوجات، اللآلئ، التمور، والذهب والفضة، ولقد لعبت قطر دوراً بارزاً في هذه الحركة التجارية الساسانية وكانت تساهم على الأقل باثنتين من السلع وهما الأصباغ الإرجوانية واللآلئ الثمينة.


*: العصر الأسلامي
اكتسح الإسلام كامل جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي. وبانتشار الإسلام في المنطقة أرسل الرسول [صلى الله عليه وسلم ] أول مبعوث له وهو العلاء الحضرمي إلى حاكم البحرين (الساحل الممتد من الكويت شمالاً وحتى قطر جنوباً بما في ذلك الاحساء وجزر البحرين ) المنذر بن ساوى التميمي في عام 628م، يدعوه فيها إلى الإسلام فاستجاب له وأعلن إسلامه وتبعه في ذلك كل سكان قطر من العرب وكذلك بعض الفرس الذين كانوا يقطنون فيها وبذلك بدأ العهد الإسلامي في قطر.

وقد ولى الرسول [صلى الله عليه وسلم ] العلاء الحضرمي البحرين وفرض الجزية على من لم يدخل في الإسلام. وخلال هذه الفترة المبكــرة من العصــر الإسلامي كانت قطـــر تشتهر بالمنسوجات التي كانت تغزل فيها ويتم تصديرها إلى مناطق مختلفة. ويقال أن الرسول [صلى الله عليه وسلم ] وزوجته أم المؤمنين السيدة/ عائشـة (رضي الله عنها) قد لبسا بُردتين قطريتين، وكذلك فعل سيدنا عمر بن الخطاب الذي كان يملك عباءة قطرية موشاة بالريش.


*: العصر الأموي والعباسي
خلال حكم الأمويين والعباسيين في دمشق وبغداد على التوالي تعزز نمو التجارة في قطر. وقد اعتبر المؤرخ العربي ياقوت الحموي المتوفى في عام 1229م قرية قطر مركزاً لتربية الجمال والخيول خلال حكم الأمويين. وخلال فترة صعود العباسيين في بغداد تطورت صناعة اللؤلؤ في البحرين بما فيها قطر. وفي هذه الفترة ازداد الطلب على اللؤلؤ من الشرق وامتد ذلك إلى الصين.

وبتوسع هذه الأنشطة التجارية على الساحل العربي، بدأت التجمعات السكانية في شمال قطر بالنمو وبالأخص في مروب بمنطقة يوغبي بين الزبارة وأم الماء، حيث وجد أكثر من مائة دار صغيرة مبنية من الحجر.


*: فترة البرتغالين


في بداية القرن السادس عشر عزز البرتغاليون نفوذهم وهيمنتهم في خليج الجزيرة العربية بعد أن سيطروا على مضيق هرمز.وقد وطدت الإمبراطورية البرتغالية علاقاتها التجارية مع مختلف موانئ الخليج بما فيها قطر، وانطلاقاً منها كانت تصدر الذهب والفضة والمنسوجات الحريرية والقرنفل واللؤلؤ بأنواعه والعنبر والخيول.

وفي شهر سبتمبر عام 1627 م قامت مجموعة من الزوارق البحرية البرتغالية مكونة من ست سفن تحت قيادة الكابتن د.غوانزالو دي سيلفيرا بإطلاق النار على القرى الواقعة على طول شواطئ قطر بهدف الحفاظ على أمنها ومصالحها.

*: فترة بني خالد

سيطر بنو خالد على الجزء الشرقي من الجزيرة العربية، وتوسع نفوذهم إلى منطقة تمتد من قطر إلى الكويت في النصف الأول من القرن الثامن عشر الميلادي. واتخذ بنو خالد الزبارة التي كانت قد اشتهرت كإحدى أهم الموانئ البحرية في الخليج، مركزاً إدارياً لهم وذلك بعد أن ازدادت صادرات اللؤلؤ إلى مناطق مختلفة من العالم ، وأصبحت الزبارة ميناء العبور الرئيسي لأقاليم بني خالد الشرقية والوسطى في جزيرة العرب.

كانت السلع التي ترد من ميناء سورات في الهند إلى ميناء الزبارة تشمل: الأقمشة القطنية والخشنة والشال الصوفي والشادور، الخيزران، القهوة، السكر، الفلفل والتوابل، الحديد، الصفيح، الزيت، السمن والرز.

ولقد كان يتم الاحتفاظ بجزء من هذه الواردات في الزبارة لتستهلك محلياً وفي المناطق المجاورة لها، ثم يتم نقل ما تبقى من هذه السلع عن طريق الجمال إلى الدرعية في نجــد، وإلى منطقة الأحساء التي كانت تابعة لحكم بني خالد، وكذلك إلى الأقاليم الأخرى.


*: الحكم البريطاني
بدأت علاقات بريطانيا بالخليج بصفة عامة بما في ذلك قطر بتأسيس محطــة البصــرة التجارية التي تتبع شركــة الهند الشرقيــة الإنجليزية في عام 1635م، وذلك بهدف اكتشاف التجارة في جزيرة العرب، لكن بمرور الزمن أخلت الأنشطة التجارية الرئيسة السبيل إلى فعاليات سياسية رسمية. وفي النهاية أحكمت الامبراطورية البريطانية سيطرتها على الخليج تحت مسمى حماية خطوطها البحرية في الخليج وطرقها البرية المؤدية إلى الهند.

وبحلــول عام 1820م ، تمكنت بريطانيا مــن توقيـع اتفاقية (معاهدة) عامة للسلام مع الحكام العرب في ساحل الخليج. ومع أن قطر لم تنضم أبداً إلى ما أسميت بمعاهدة السلام إلا أن بريطانيا قد أجبرت قطر لكي تلتزم بشروط تلك الاتفاقية، ولكن وعلى الرغم من ذلك فإن قطــر قــد أدرجت في الهدنة الملاحيــة عام 1835م التي تحظــر عليها وتحرمها من جميع فوائد وأرباح موسم صيد اللؤلؤ. وفي عام 1836م تم مد خط الحظر الملاحي من جزيرة صير بونعير ليمر بجزيرة حالول القطرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق